الكركري الوجه السيء للتصوف في المغرب

ظهور الكركرية في الساحة المغربية يعد واحدًا من أبرز التحديات التي تواجه التصوف المغربي التقليدي. تسعى هذه الحركة، التي لا تحمل في طياتها أيديولوجية واضحة ومفهومة، إلى اختراق مدن المملكة المغربية بكاملها، مقدمة تصوفًا بعيدًا عن القيم الروحية والعلمية المعترف بها.

في الوقت الذي يتسم فيه التصوف المغربي بالأصالة والتمسك بالمعرفة العميقة والتسامح، تتبنى الكركرية أفكارًا غامضة لا تتناسب مع الثقافة المغربية ولا تلتزم بأسس الفكر الصوفي الرصين.

إن ما يميز التصوف المغربي التقليدي هو ارتباطه العميق بالعلم والدراسات الفلسفية، واهتمامه بالروحانيات في إطار من الاحترام للعقل والعلماء. في المقابل، تقدم الكركرية أيديولوجية غير واضحة، حيث تروج لبعض الطقوس التي تتناقض مع الفهم العقلاني والعلمي للروحانيات،هذه الحركة تتسم بالغموض في تفسير مفاهيمها، مما يضعها في مرمى النقد من العديد من المفكرين والمثقفين.

أحد أهم الأمور المثيرة للجدل في هذه الحركة هو “فكرة المرقعة”، التي تقترب من التعاطف مع الشواذ وتروج لبعض الرموز التي لا تمت بصلة للقيم المجتمعية المغربية. في مجتمع يعزز من القيم الأخلاقية والتقاليد الثقافية، يعتبر هذا التوجه في غاية الحساسية والإشكالية، خاصة في ظل التطورات الاجتماعية والسياسية التي تشهدها البلاد. الترويج لهذه الرموز بشكل علني يثير تساؤلات عميقة حول الأهداف الحقيقية وراء هذه الأيديولوجية التي تحاول فرض نفسها على المجتمع المغربي.

الكركرية، بممارساتها وأفكارها، لا تعكس الصورة الحقيقية للتصوف المغربي الذي طالما كان مصدرًا للاعتزاز الوطني. بل تبرز باعتبارها حركة غير مفهومة وغير مستساغة من النواحي العلمية والمعرفية والثقافية. من غير الممكن أن يقبل المجتمع المغربي بأي توجه فكري أو عقائدي يتناقض مع مبادئه وقيمه الدينية والاجتماعية، ويجب على جميع الأطياف الفكرية والثقافية أن تظل مخلصة للموروث الديني والعلمي الذي رسخه التصوف المغربي عبر العصور.

أما في ختام الأمر، فإن التصوف العصري الذي يحتاجه المغرب يجب أن يعتمد على العلم، المعرفة، والتسامح. لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نسمح لأيديولوجيات غامضة، مثل تلك التي تروج لها الكركرية، بأن تزعزع استقرار المجتمع أو تقوض قيمه الثقافية والدينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى