المسكوت عنه في أزمة المياه

تعيش بلادنا فترة جفاف ممتدة على مدى عدة سنوات ، وهو ما أثار نقاشات مختلفة حول طريقة تدبير المياه وما هي السياسات الناجعة المفروض اتباعها لترشيد الاستهلاك .

تتجه الأنظار عادة لقطاع الفلاحة باعتباره أول مستهلك للماء ، كما تتجه أيضا نحو نشاطات مثل غسل السيارات ، لكننا ربما ننسى قطاعات أخرى وما تحتاجه من مياه خلال نشاطها اليومي .

بهذا الخصوص نجد أن « المنتجات الورقية تستهلك في المتوسط 324 لترا من المياه النقية لإنتاج كيلوجرام واحد من الورق ، كما ان الصناعات الحديدية هي أيضا مستهلك شرِه للمياه، حيث يتطلب إنتاج كيلوجرام واحد من الصلب استخدام 95 لترا من المياه ، اما صناعة المشروبات الغازية، فهي تستخدم حوالي 500 لتر من الماء لإنتاج عبوة 2 لتر من المشروبات الغازية » .

توجد أنشطة أخرى تحتاج كميات مهمة من المياه ، على رأسها النسيج و التعدين والبناء والاشغال العامة ، وكلها تلعب دورا هاما في الاقتصاد الوطني ، وهي مطالبة بالإستثمار في البحث العلمي الخاص بترشيد استهلاك المياه والتفكير في حلول بديلة ومبتكرة في هذا الباب .

« تشير التقديرات إلى أن صناعة النسيج تستهلك ما بين 80 إلى 150 لترًا لكل كيلوغرام من القماش المعالج و تختلف كمية المياه المستخدمة في صناعة الملابس حسب نوع الألياف (القطن، الصوف، النايلون، البوليستر وغيرها) والآلات المستخدمة في كل عملية من العمليات.

تتميز المياه العادمة الناتجة عن صناعة النسيج بكمية كبيرة من المواد الكيميائية التي يتم تطبيقها في عمليات الإنتاج، وأغلبها عبارة عن كواشف غير قابلة للتحلل الحيوي وثابتة في الوسط، وخاصة الوسط المائي.

تعتبر الأصباغ المستخدمة عوامل شديدة التلوث حيث يتم تصنيعها لتوفير متانة كبيرة ومقاومة للتدهور البيولوجي.

في عملية التصنيع، يمكن فقدان ما يصل إلى 200000 طن من الأصباغ سنويًا إذا لم تتم معالجة المياه بكفاءة.

من هنا تظهر أهمية تطبيق حلول معالجة مياه الصرف الصحي في صناعة النسيج مما يسمح بإعادة استخدام مياه الصرف الصحي واستعادة المواد الخام الذائبة في النفايات السائلة » .

إن التفكير في ترشيد استهلاك هذه المادة الحيوية يتطلب تصورا شموليا يراعي التوازن والاستدامة بين الضرورات الإقتصادية من جهة و الموارد من جهة أخرى.

المصدر: مؤسسة رعاية المياه
المملكة العربية السعودية

تحرير محمد هلالي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى