أخنوش وحزبه استعراض بلا مضمون

شهد المقر المركزي لحزب التجمع الوطني للأحرار في العاصمة الرباط، صباح اليوم، انعقاد الدورة العادية للمجلس الوطني للحزب، برئاسة رئيس الحزب ورئيس الحكومة، عزيز أخنوش. الحدث التنظيمي وُصف بـ”البارز”، لكنه أثار تساؤلات عديدة حول المضمون الحقيقي لهذه اللقاءات التي غالباً ما تغلب عليها الطابع الاحتفالي بدلاً من النقاش العميق والجاد حول القضايا الوطنية الحقيقية.

الحضور كان لافتاً، إذ توافدت قيادات الحزب من كل حدب وصوب، في استعراض للتنوع الجغرافي والتمثيلية الشاملة، وكأن الهدف هو التأكيد على أن الحزب “لا يزال هنا”. لكن السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه: هل يكفي هذا الحضور ليقنع المغاربة بأن الحزب قادر على تقديم حلول عملية للأزمات التي تعصف بالبلاد؟

الأهمية التي أُسبغت على هذا اللقاء التنظيمي بدت وكأنها محاولة لتلميع صورة الحزب في خضم انتقادات لاذعة تواجهها الحكومة، خاصة في ملفات غلاء الأسعار، ضعف الخدمات الأساسية، وغياب رؤية واضحة للإصلاح. عوضاً عن استعراض “الثقل السياسي”، كان الأجدر أن يكون اللقاء مناسبة لإعلان قرارات جريئة، تلامس هموم المواطنين الذين يعيشون تحت وطأة الضغوط الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة.

أما الحديث عن “تقييم المسار التنظيمي” و”تحليل الحصيلة الحكومية”، فهو أقرب إلى تمرين شكلي اعتدناه في خطابات السياسيين، حيث تُستخدم لغة خشبية للتغطية على غياب أي إنجازات فعلية.

في الواقع، المغاربة لا ينتظرون من أخنوش استعراضاً إعلامياً جديداً أو لقاءات بروتوكولية تغرق في العموميات، بل يتطلعون إلى حلول حقيقية تعكس كفاءة القيادة وحسها بالمسؤولية. فهل كان هذا اللقاء إضافة حقيقية للمشهد السياسي أم مجرد محاولة أخرى للهروب إلى الأمام؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى