عزيز أخنوش: رئيس الحكومة الذي يطبق سياسة “لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم”
إذا كان لكل رئيس حكومة نهجه الخاص في إدارة شؤون البلاد، فإن عزيز أخنوش قد اختار نهجًا فريدًا يتلخص في قاعدة ذهبية: “الصمت هو الحل”، الرجل، الذي يبدو وكأنه اكتشف وصفة سحرية لإدارة الأزمات عبر التجاهل، يقدم نفسه كرئيس يثق تمامًا بأن الزمن كفيل بحل كل شيء، وكأن الحكمة القديمة “مرّ الوقت تنسى الناس” أصبحت أساس حكومته.
عزيز أخنوش، القادم من عالم الأعمال، يواجه السياسة وكأنها مشروع استثماري، يعتمد على خطط طويلة الأجل دون الحاجة لتفاصيل تزعج المستمع، هو يعرف أن المستثمرين لا يحبون الكلام الكثير، لكنّه ينسى أن الشعب ليس سوقًا مالية، بل مزيج من الأحلام والتطلعات التي تحتاج إلى من يشاركها بالكلمات قبل الأفعال.
ابتسامته المميزة، التي ترافقه في كل المناسبات، أصبحت أيقونة بذاتها، تثير التساؤل أحيانًا، وكأن لسان حاله يقول: “لا تقلقوا، الأمور تحت السيطرة، حتى لو لم أخبركم كيف”، في البرلمان، يتحدث وكأنه يقدم عرضًا للمديرين التنفيذيين، عبارات مقتضبة تحمل عنوانًا كبيرًا “سننجز”، لكنها تترك الجميع يتساءل: “لكن كيف ومتى؟”.
المفارقة أن هذا النهج الصامت أصبح مادة خصبة للتندر، فبينما يغرق المواطنون في أزمات المعيشة، يقف أخنوش في زياراته الميدانية وكأنه يروج لحملة تسويقية، بابتسامة تقول “اشتروا الثقة الآن، وادفعوا الإجابات لاحقًا”، وفي مواجهة الانتقادات، يفضل أخنوش استراتيجية “الاختفاء التكتيكي”، يغيب ثم يعود، متأملًا أن الزوبعة قد هدأت وحدها.
رئيس الحكومة الذي لا يُكثر من الكلام، ترك الجميع في حالة من الارتباك، البعض يصفه بأنه استراتيجي، والبعض الآخر يراه متفرجًا على مسرح السياسة، وكأنه قرر أن يكون الراوي الصامت بدلًا من البطل المتحدث، وبينما يحاول الشعب فك شيفرة هذا الأسلوب، يواصل أخنوش سياسته المدهشة: “قل أقل، وابتسم أكثر”.
في نهاية المطاف، عزيز أخنوش هو رئيس حكومة بنهج استثنائي، يراهن على “الزمن” كحليف، وعلى الصمت كحل لكل معضلة، لكن كما يقول المغاربة: “الصمت في التجارة مكسب، وفي السياسة… مصيبة”.