ما وراء السطور في كلمة الوالي الجامعي: “سكنت فالجديدة وعشقتها ووجدة خدمتها من قلبي وفاس ساكناني”

عند الاستماع إلى كلمة الوالي الجامعي التي ألقاها في إحدى المناسبات الرسمية قد يمر بعضها أمام الأعين وكأنها كلمات عابرة تعكس مجرد ذكرى مكانية وظيفية، لكن إذا نظرنا ما وراء السطور نجد أن هذه الكلمات تحمل الكثير من المعاني التي تكشف عن شخصية هذا المسؤول ومدى تفاعله مع المدن التي خدم فيها.

عندما تحدث عن “الجديدة”، لم يكن مجرد حديث عن المدينة التي بدأ فيها مساره، بل كان إقرارًا بعلاقة شخصية عميقة مع هذه البقعة الساحلية التي تركت في نفسه أثرًا كبيرًا، قوله “سكنت فالجديدة وعشقتها” ليس مجرد وصف لمكان سكنه بل هو تعبير عن حب متبادل بين الشخص والمكان، فالجديدة، بجوها المريح وموقعها الاستراتيجي على البحر، أصبحت جزءًا من حياته العاطفية والمهنية، حيث شكلت تلك المدينة بؤرة الانطلاق لمشروعه الخدمي في البلاد.

أما حديثه عن “وجدة”، فكان مختلفًا تمامًا، لم يكتفِ الوالي الجامعي بالحديث عن “خدمتها” كواجب مهني، بل أشار إلى أنها كانت خدمة “من قلبه”، ما وراء هذا التعبير يكمن في تقدير وامتنان عميق تجاه المدينة التي ربما حملت معه الكثير من التحديات، لكن كان فيها أيضًا الدروس والتجارب التي صقلته وجعلته يكتسب خبرات غنية، وفي تعبيره هذا نجد إشارة إلى الصدق والتفاني في العمل الذي لا يقتصر على مجرد تنفيذ المهام بل على إعطاء كل ما يملك من أجل تطور هذه المدينة.

أما في حديثه عن “فاس”، الذي ختم به كلمته، كان التلميح الأقوى، “فاس ساكناني”، بهذه العبارة القصيرة يختصر الوالي الجامعي أكثر من مجرد الانتماء إلى المدينة، بل يظهر العلاقة الروحية العميقة التي تربطه بها، مدينة فاس، التي تتمتع بتاريخ ثقافي وحضاري عميق، لم تكن مجرد مكان عمل أو واجب، بل أصبحت “مسكنًا” حقيقيًا في قلبه، وهذا تعبير عن ارتباطه الروحي والإنساني بتلك المدينة التاريخية التي تأثرت في شخصيته ووجدت في قلبه مكانًا خاصًا بها.

في المجمل، كلمات الوالي الجامعي ليست مجرد تعبير عن مدن خدمت فيها، بل هي إشارات إلى علاقات إنسانية مع كل مدينة، وهي انعكاس لشخصية مسؤولة لا ترى في عملها مجرد واجب بل رؤية عميقة تتجسد في التفاني والحب للمكان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى